responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 263

المقدار في اليوم التالي لبلوغ نفس درجة النشوة، بل عليه زيادة الكمية بالتدريج، و الشخص الذي كان يكفيه في السابق قصر واحد مجهّز بجميع الإمكانات و بمساحه عدة آلاف بين الأمتار، يصبح اليوم إحساسه بهذا القصر عاديا، فينشد الزيادة. و هكذا في جميع مصاديق الهوى و الشهوة حيث أنّها دائما تنشد الزيادة حتى تهلك الإنسان نفسه.

4- ملابس الزينة في العالم الآخر

قد يطرح البعض هذا السؤال: لقد ذمّ اللّه تعالى الزينة و التزيّن في القرآن بالنسبة لهذه الحياة، إلّا أنّه يعد المؤمنين بمثل هذه الأمور في ذلك العالم، إذ تنص الآيات على الذهب و ملابس الحرير و الإستبرق و السرر المساند الجميلة؟

قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نوضّح بأنّنا لا نوافق على توجيه هذه الكلمات على أنّها كناية عن مفاهيم معنوية و يفسّرون الآيات على هذا الأساس، لقد تعلمنا من القرآن الكريم أنّ المعاد ذو جانبين: معاد روحاني و معاد جسماني.

و على هذا الأساس، فإنّ لذات ذلك العالم يجب أن تكون موجودة في المجالين، و اللذات الروحية- طبعا- لا يمكن مقايستها باللذات الجسمية. و لكن لا بدّ من الاعتراف بأنّنا لا نعرف من نعم ذلك العالم سوى أشباح بعيدة، و نسمع كلاما يشير إليها.

اذا؟ لأنّ نسبة ذلك العالم إلى عالمنا هذا كنسبة عالمنا إلى عالم الجنين في بطن الأم، فإذا قدّر للأم أن تقيم رابطة بينها و بين الجنين، فلا يسعها إلّا أن توضح للجنين بالإشارات جمال هذه الدنيا بشمسها الساطعة و قمرها المنير، و العيون الفوّارة، و البساتين و الورود و ما شابهها، حيث لا توجد ألفاظ كافية لتبيان كل هذه المفاهيم للجنين في رحم الأم كي يفهمها و يستوعبها.

كذلك فإنّ النعم المادية و المعنوية لعالم الآخرة لا يمكن توضيحها لنا بشكل‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست