responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 264

كامل و نحن محاصرون في أبعاد رحم هذه الدنيا.

و مع وضوح هذه المقدمة نجيب على السؤال و نقول: إن ذم اللّه عز اسمه لحياة الزينة و الترف في هذه الدنيا يعود إلى أن محدودية هذا العالم تسبب أن تقترن الزينة و الترف مع أنواع الظلم و الانحراف الذي يكون بدوره سببا للغفلة و الانقطاع عن اللّه.

إنّ الاختلافات التي تبرز خلال هذا الطريق ستكون سببا للحقد و الحسد و العداوة و البغضاء، و أخيرا إراقة الدماء و الحروب.

أمّا في ذلك العالم اللامحدود من جميع الجهات، فإنّ الحصول على هذه الزينة لا يسبّب مشكلة و لا يكون سببا للتمييز و الحرمان، و لا للحقد و النفرة، و لا يبعد الإنسان عن اللّه في ذلك المحيط المملوء بالمعنويات حيث لا حسد و لا تنافس و لا كبر و لا غرور تؤدي ابتعاد خلق اللّه عن اللّه، كما في زينة الحياة الدنيا.

فإذا كان الحال كذلك فلما ذا يحرم أهل الجنة من هذه المواهب و العطايا الإلهية التي هي لذّات جسمية إلى جانب كونها مواهب معنوية كبيرة!

5- الاقتراب من الأثرياء بسبب ثروتهم:

الدرس الآخر الذي نتعلمه من الآيات الآنفة، هو أنّه يجب علينا أن لا نمتنع عن إرشاد و توجيه هذه المجموعة- أو تلك- بسبب كونها ثرية أو ذات حياة مرّفهة، بل إنّ الشي‌ء المذموم هو أن نذهب لهؤلاء لأجل ثروتهم و دنياهم المادية، و نصبح مصداقا لقوله تعالى: تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا أمّا إذا كان الهدف هو الهداية و الإرشاد، أو حتى الاستفادة من إمكانياتهم من أجل تنفيذ النشاطات الإيجابية و المهمّة اجتماعيا، فانّ مثل هذا الهدف لا يعتبر غير مذموم و حسب، بل هو واجب.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست