responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 262

المذاب الذي يشوي الوجوه قبل شربه من شدّة حرارته.

و على العكس من ذلك أولئك الذين تركوا الشهوات في سبيل حفظ طهارة وجودهم و رعاية أصول العدالة، و الذين اقتنعوا بحياة بسيطة، و تحمّلوا كل الصعوبات و المنغصات في هذه الدنيا من أجل تنفيذ أصول العدالة .. هؤلاء تنتظرهم هناك بساتين الجنّة مع الأنهار الجارية، و أفضل أنواع الزينة و أفخر الألبسة، و أحبّ المجالس. و هذا في الواقع تجسيد لنياتهم النزيهة حيث كانوا يريدون كل الخير لجميع عباد اللّه.

3- العلاقة بين عبادة الهوى و الغفلة عن اللّه‌

الروح الإنسانية تخضع إمّا للّه تعالى أو للأهواء، حيث لا يمكن الجمع بين الإثنين، فعبادة الأهواء أساس الغفلة عن اللّه و عبادة اللّه، عبادة الهوى هي سبب الابتعاد عن جميع الأصول الأخلاقية؛ و أخيرا فإنّ عبادة الهوى تدخل الإنسان في ذاته و تبعده عن جميع حقائق العالم.

إنّ الإنسان الذي يعبد هواه لا يفكّر إلّا في إشباع شهواته، و لا يوجد لديه معنى للفتوّة و العفو و الإيثار و التضحية و الشيم المعنوية الأخرى.

و قد أوضحت الآيات محل البحت الربط و العلاقة بين الإثنين بشكل جلي في قوله تعالى: وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.

لقد طرحت الآية أوّلا (الغفلة) عن اللّه تعالى، ثمّ ذكرت بعدها (أتباع الهوى)، و الطريف أنّ نتيجة هذا الأمر هو الإفراط و بالشكل المطلق الذي ذكرته الآية.

لماذا يكون عابد الهوى مصابا بالإفراط دائما؟

قد يكون السبب أنّ الطبيعة الإنسانية تتجه في الملذات المادية نحو الزيادة دوما، فالذي كان يشعر بالنشوة بمقدار معين من المخدرات، لا يكفيه نفس‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست