responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 261

(الأغناء المترفين) و تقريبه للمجموعة الثّانية (الفقراء المؤمنين) شكّل مجتمعا توحيديا بمعنى الكلمة، مجتمعا تفجّرت فيه الطاقات الكامنة، و أصبحت فيه معايير الشخصية و القيم و النبوغ، هي التقوى و العلم و الإيمان و الجهاد و العمل الصالح.

و اليوم ما لم نسع لبناء مثل هذا المجتمع و الاقتداء بالنموذج الإسلامي الذي شيّده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عهده، و بدون نبذ الفكر الطبقي من العقول عن طريق التعليم و التربية و تدوين القوانين الصحيحة و السهر على تنفيذها بدقّة- بالرغم من رفض الاستكبار العالمي و تعويقه لذلك- فسوف لن نملك مجتمعا إنسانيا سليما أبدا.

2- المقارنة بين الحياة في هذا العالم و عالم الآخرة:

لقد قلنا مرارا: إنّ تجسّد الأعمال هو من أهم القضايا المرتبطة بالمعاد. يجب أن نعلم أنّ ما هو موجود في ذلك العالم هو انعكاس واسع و متكامل لهذا العالم، فأعمالنا و أفكارنا و أساليبنا الاجتماعية و صفاتنا الأخلاقية المختلفة سوف تتجسّم و تتجسّد أمامنا في ذلك العالم و ستبقى قرينة لنا دائما.

الآيات- أعلاه- دليل حي على هذه الحقيقة، فالمترفون الظالمون الذين كانوا يعيشون في هذه الدنيا في ظل سرادق عالية، و كانوا سكارى بهواهم، وسعوا إلى فصل كل شي‌ء يخصّهم عن المؤمنين الفقراء، هؤلاء يملكون في ذلك العالم أيضا (سرادق) و لكنّها من النار الحارقة، لأنّ الظلم في حقيقته نار حارقة تحرق الحياة و تذروا آمال المستضعفين المظلومين.

هناك يشربون من شراب يجسّد باطن شراب الدنيا، و هو بالنسبة للظالمين الطغاة شراب من دماء قلوب المحرومين، و مثل هذا الشراب يقدّم للظالمين في ذلك العالم، و هو لا يحرق أمعاءهم و أحشاءهم فحسب، بل يكون كالمعدن‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست