responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 232

4- كل شي‌ء يعتمد على مشيئته تعالى‌

إنّ ذكر جملة (إن شاء اللّه) عند اتّخاذ القرارات المرتبطة بالمستقبل ليس نوعا من الأدب في محضر الخالق جلّ و علا و حسب، بل هو بيان لحقيقة أنّنا لا نملك شيئا من عندنا، بل هو من عنده تعالى، و كلنا نعتمد و نستند إليه لأنّه هو المستقل بالذات فقط، فلو تحركت كل السكاكين و الشفرات في العالم لتقطع عرقا واحدا فإنّها لا تستطيع من دون إذنه تعالى.

إنّ هذه الحقيقة هي نفسها (توحيد الأفعال) ففي الوقت الذي يملك الإنسان حريته و إرادته، فإنّ تحقق أي شي‌ء و أي عمل إنّما يرتبط بمشيئة الخالق جلّ و علا.

إنّ تعبير (إن شاء اللّه) يزيد من توجهنا نحو اللّه تبارك و تعالى، و يمنحنا القوّة و القدرة على الإنجاز، و هو مدعاة إلى تزكية و طهارة و صحة الأعمال أيضا.

و نستفيد من بعض الرّوايات أنّ الإنسان إذا ذكر كلاما عن المستقبل بدون ذكر (إن شاء اللّه) فإنّ اللّه سوف يكله إلى نفسه و يخرجه من مظلة حمايته‌ [1].

و

في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام‌ نقرأ أنّه عليه السّلام أمر يوما بكتابة رسالة، و عند ما جاؤوا بالرسالة إليه وجدها خالية من كلمة (إن شاء اللّه) فقال عليه السّلام: «كيف رجوتم أن يتمّ هذا و ليس فيه استثناء، انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه».

5- الإجابة على سؤال‌

قرأنا في الآيات- محل البحث- أنّ اللّه يخاطب رسوله بقوله: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‌ [2] و هي إشارة إلى أنك عند ما تنسى ذكر (إن شاء اللّه) و تتذكر بعد ذلك‌


[1]- نور الثقلين، ج 3، ص 253 و 254.

[2]- المصدر السّابق.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست