responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 181

الواقع- هي خلاصة أخيرة لكل البحوث التوحيدية التي وردت في السورة، و هي ثمرة لمفاهيمها جميعا، إذ هي تخاطب الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالقول: وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ‌.

و مثل هذا الرّب في مثل هذه الصفات، هو أفضل من كل ما تفكّر به: وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

و نلاحظ في هذه الآية عدة أمور:

1- تناسب الصفات الثلاثية

في الآيات أعلاه تمّت الإشارة إلى ثلاث صفات من صفات اللّه، ثمّ بملاحظة الأمر الوارد في نهاية الآية تكتمل الى اربع صفات.

أوّلا: نفي الولد، لأنّ امتلاك الولد دليل على الحاجة، و أنّه جسماني، و له شبيه و نظير، و الخالق جلّ و علا ليس بجسم و لا يحتاج لولد، و ليس له شبيه و نظير.

الثّاني: نفي الشريك‌ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ‌ حيث أن وجود الشريك دليل محدودية القدرة و الحكومة و السلطة، و هو دليل العجز و الضعف، و يقتضي وجود الشبيه و النظير. و الخالق جلّ و علا منزّه عن هذه الصفات، فقدرته كما هي حكومته غير محدودة، و ليس له أي شبيه.

الثّالث: نفي الولي و الحامي عند التعرّض للمشاكل و الهزائم‌ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ‌.

و نفي هذه الصفة عن الخالق يعتبر أمر بديهي .. إنّ الآية تنفي أي مساعد للخالق أو شبيه له، سواء كان ذلك في مرحلة أدنى (كالولد) أو في مرحلة مساوية (كالشريك) أو أفضل منه (كالولي).

نقل العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) عن بعض المفسّرين الذين لم يذكر

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست