و لا ندري كيف ينكر بعض من يدعي الإسلام قضية المعاد الجسماني، و يقتصرون في
إيمانهم على المعاد الروحي برغم الدلالات الواضحة لهذه الآيات و غيرها؟
كما إنّ الاستدلال بالقدرة الكلية للخالق عزّ و جلّ في إثبات المعاد، هو واحد
من الأدلة التي يذكرها القرآن مرارا و يعتمد عليها كثيرا. و يظهر مثل هذا النمط من
الاستدلال بالقدرة الكلية على المعاد في الآية الأخيرة من سورة (يس) و التي تتضمّن
عدّة أدلة لإثبات المعاد الجسماني [1].
2- أيّ الآيات؟
هناك احتمالات عديدة في أنّ الغرض من هذه (الآيات) في جملة كَفَرُوا بِآياتِنا هي آيات
التوحيد أو أدلة النّبوة، أو الآيات المرتبطة بالمعاد. و لكن وقوع الجملة في بحث
المعاد، ترجح اعتقادنا بأنّها إشارة إلى آيات المعاد، و هي في الحقيقة مقدمة للردّ
على منكري المعاد.
3- ما هو الغرض من «مثلهم»؟
إنّنا نعرف أنّ اللّه- بسبب قدرته العظيمة- قادر في يوم القيامة على إرجاع
الناس، في حين أنّنا نقرأ في الآيات أعلاه أنّه يستطيع أن يخلق مثلهم. و قد يكون
هذا التعبير مدعاة لاشتباه أو استفسار البعض عمّا إذا كان الناس الذين يردون
القيامة هم ليسوا هؤلاء الناس أنفسهم؟
بعض المفسّرين يرى أن الغرض من (مثل) هنا هو (عين) ففي بعض الأحيان نقول (مثلك
يجب ألّا يقوم بهذا العمل) إلّا أنّنا نقصد أنّك أنت الذي يجب أن لا
[1]- لمزيد من التفاصيل يراجع كتاب:
«العالم و المعاد بعد الموت».