responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 155

تنتشر و تتناثر هنا و هناك. و الأمر لا يحتاج إلى مزيد توضيح، فالإنسان يتحول تحت التراب إلى عظام نخرة ثمّ إلى تراب، ثمّ تتلاشى ذرات التراب هذه و تنتشر.

و بعد تعجبهم من المعاد الجسماني و اعتبارهم ذلك أمرا غير ممكن، يقول القرآن بأسلوب واضح و مباشر و بلا فصل: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ قادِرٌ عَلى‌ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ‌. و على هؤلاء أن لا يعجلوا فإنّ القيامة و إن تأخّرت، إلّا أنّها سوف تتحقق بلا ريب: وَ جَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَيْبَ فِيهِ‌.

و لكن هؤلاء الظالمين و المعادين مستمرون على ما هم فيه رغم سماعهم هذه الآيات: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً.

و حيث أنّهم كانوا يصرخون و يصّرون على أن لا يكون النّبي من البشر حسدا من عند أنفسهم و جهلا و ضلالا، و قد منعهم هذا الحسد و الجهل من التصديق بإمكانية أن يعطي اللّه كل هذه المواهب لإنسان، لذا فإنّ الخالق جلّ و علا يخاطبهم بقوله: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ‌. ثمّ يقول: وَ كانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً.

«قتور» من «قتر» على وزن «قتل» و هي تعني الإمساك في الصرف، و بما أنّ (قتور) صيغة مبالغة فإنّها تعني شدّة الإمساك و ضيق النظر.

ملاحظات‌

1- المعاد الجسماني‌

الآيات أعلاه من أوضح الآيات المرتبطة بإثبات المعاد الجسماني، فالمشركين كانوا يعجبون من إمكانية عودة الحياة إلى العظام النخرة، و القرآن يجيبهم بأنّ القادر على خلق السماوات و الأرض، لديه القدرة على جمع الأجزاء

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست