responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 157

تقوم بهذا العمل، لكن هذا التّفسير بعيد، لأنّ مثل هذه التعابير لها محل آخر لا يتناسب مع ما نبحثه الآن.

الظاهر أنّ الغرض من استخدام تعبير (مثل) في هذه الآية هو إعادة الحياة.

فإعادة الخلق مرّة ثانية لا تكون حتما كالمرّة الأولى، حيث هناك على الأقل زمان آخر و ظروف أخرى، و صورة جديدة بالرغم من أنّ المادة هي نفس المادة القديمة. و كمثال لذلك إذا جمعنا اجزاء متناثرة لقطعة من الآجر و وضعناها في قالبها القديم، فإنّنا لا نستطيع أن نقول عن الآجر الجديد أنّه نفس قطعة الآجر القديمة، بالرغم من أنّه ليس إلّا الطين السابق. بل نقول: إنّه مثله. و هذا دليل على التعابير المختارة و المنتخبة في القرآن الكريم.

و من المسلّم به أنّ روح الإنسان تحدّد شخصيته، و نحن نعلم أنّ الروح الأولى هي التي عند البعث، إلّا أنّ المعاد الجسماني يقول لنا: إنّ الروح ستكون مع نفس المادة الأولى، يعني أنّ تلك المادة المتلاشية ستتجمّع مرّة أخرى و تندمج مع روحها، و في موضوع المعاد أثبتنا أن روح الإنسان بعد أن تتخذ شكلا معينا لا يمكنها أن تنسجم مع غير جسدها الأصلي الذي تربت و عاشت معه. و هذا هو السر في البعث الروحي و الجسدي معا.

4- ما هو (الأجل)؟

إنّ (الأجل) هو نهاية العمر. و لكن هل (الأجل) في هذه الآيات إشارة إلى نهاية العمر ... أو هو إشارة إلى نهاية عمر الدنيا و بداية البعث؟

و بما أنّ الحديث يدور حول المعاد، لذا فإنّ المعنى الثّاني أكثر صحة. و أمّا ما قاله بعض المفسّرين الكبار من أنّ هذا الكلام لا يتناسب مع جملة لا رَيْبَ فِيهِ‌ لأنّ منكري المعاد كانوا يشكّون حتما في قضية المعاد. فإنّ ذلك غير صحيح، لأنّ مفهوم مثل هذا التعبير هو أنّه يجب أن لا نسمح للشك بأنّ يدخل إلى أنفسنا نحن،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست