«قبيل» تعني في بعض الأحيان «الكفيل و
الضامن» و تعني- في أحيان أخرى- الشيء الذي يوضع قبال الإنسان و في مواجهته، و
قال بعضهم بأنّها جمع (قبيلة) أي الجماعة من الناس.
و طبقا للمعنى الأوّل يكون معنى الآية أن تأتي باللّه و الملائكة كضامنين على
صدقك! و أمّا طبقا للمعنى الثّاني فيكون المعنى أن تأتي باللّه و الملائكة و
تضعهما في مقابلنا! و أمّا طبقا للمعنى الثّالث فيكون معنى الآية أن تأتي باللّه و
الملائكة على شكل مجموعة مجموعة! و يجب الانتباه إلى أنّ هذه المفاهيم الثلاثة لا
تتعارض فيما بينها، و يمكن أن تكون مجتمعة في مفهوم الآية، لأنّ استخدام كلمة
واحدة لأكثر من معنى ممكن عندنا.
5- أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ.
«زخرف» في الأصل تعني (الزينة)، و
يقال للذهب «زخرف» لأنّه من الفلزات المعروفة و المستخدمة لأغراض الزينة، و يقال
للبيوت المزيّنة و الملونة أنّها (مزخرفة)، كما يقال للكلام المزوّق و المخادع
بأنّه «كلام مزخرف».
ثمّ يصدر الأمر من الخالق جلّ و علا لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن
يقول لهؤلاء في مقابل اقتراحاتهم هذه: قُلْ
سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا.