و قال أبو جهل: إنّه أبى إلّا سبّ الآلهة و شتم الآباء، و أنا أعاهد اللّه
لأحملن حجرا فإذا سجد ضربت به رأسه.
فانصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حزينا لما رأي من قوله، فأنزل
اللّه سبحانه الآيات أعلاه [1].
التّفسير
أعذار و ذرائع مختلفة:
بعد الآيات السابقة التي تحدثت عن عظمة و إعجاز القرآن، جاءت هذه الآيات تشير
إلى ذرائع المشركين، هذه الذرائع تثبت أنّ مواقف هؤلاء المشركين إزاء دعوة الرّسول
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التي جاءت أصلا لإحيائهم، لم تكن إلّا للعناد و
المكابرة، حيث أنّهم كانوا يطالبون بأشياء غير معقولة في مقابل اقتراح الرّسول
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المنطقي و إعجاز القوي.
هذه الطلبات وردت على ستة أقسام هي:
1- في البداية يقولون: وَ قالُوا
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.
«فجور و تفجير» بمعنى الشق. و هي
عامّة، سواء كان شق الأرض بواسطة العيون أو شق الأفق بواسطة نور الصباح (مع الأخذ
بنظر الإعتبار أن تفجير هي صيغة مبالغة لفجور).
«ينبوع» مأخوذة من «نبع» و هو محل
فوران الماء، و البعض قالوا بأنّ الينبوع هي عين الماء التي لا تنتهي أبدا.
[1]- يراجع تفسير مجمع البيان أثناء
تفسير الآيات. و كذلك جاء مثله مع تفاوت في الدر المنثور للسيوطي أثناء تفسير
الآيات.