responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 9

الألبسة قد تغيرت و تنوعت تنوعا بالغا عبر الزمن، فقد كانت الثياب تلبس فيما سبق- و في الأغلب- لأجل حفظ الجسم من الحرّ و القرّ و كذا للزينة و التجمل، و الجانب الوقائي كان يأتي في الدرجة اللاحقة، و لكن في ظل الحياة الصناعية الحاضرة أصبح الجانب الوقائي في المرتبة الأولى من الأهمية في كثير من الحقول، فرجال الفضاء و رجال الإطفاء، و عمال المعادن و المناجم و الغواصون، و غيرهم كثيرون، يستخدمون ألبسة خاصّة لوقاية أنفسهم من مختلف الأخطار.

لقد تطورت وسائل إنتاج الألبسة و الثياب في عصرنا الراهن تطورا هائلا، و اتسع نطاقها اتساعا كبيرا، بحيث أصبح لا يقاس بما مضى.

يقول كاتب تفسير المنار في المجلد الثّامن عند تفسير الآية المبحوثة هنا:

«لقد بلغ من إتقان صناعات اللباس أنّ عاهل ألمانية الأخير (قيصرها) دخل مرّة أحد معامل الثياب ليشاهد ما وصلت إليه من الإتقان، فجزوا أمامه عند دخوله صوف بعض كباش الغنم، و لما انتهى من التجوال في المعمل و مشاهدة أنواع العمل فيه، و أراد الخروج قدّموا له معطفا ليلبسه تذكارا لهذه الزيارة، و أخبروه أنّه صنع من الصوف الذي جزوه أمامه عند دخوله، فهم قد نظفوه في الآلات المنظّفة، فغزلوه بآلات الغزل، فنسجوه بآلات النسج، ففصّلوه فخاطوه في تلك الفترة القصيرة، فانتقل في ساعة أو ساعتين من ظهر الخروف إلى ظهر الإمبراطور». [1] و لكن- للأسف- قد اتسعت الجوانب الفرعية، بل و غير المحمودة و الفاضحة للثياب و الألبسة و تعددت كثيرا إلى درجة أنّها غطت على الفلسفة الأصلية للباس.

لقد أصبح اللباس- اليوم- وسيلة لأنواع التظاهر، و إشاعة الفساد، و تحريك الشهوات، و التكبر و الإسراف و التبذير، و ما شابه ذلك. حتى أنّنا ربّما نشاهد


[1] المنار، ج 8، ص 359.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست