responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 8

يصرّ كثير من المفسّرين على تفسير مثل هذه الآيات بالنّزول المكاني أي من فوق إلى تحت، مثلا يقولون: إنّ ماء المطر ينزل من السماء إلى الأرض فتروى منه النباتات و الحيوانات، من هنا تكون مواد اللباس قد نزلت- بهذا المعنى- من السماء إلى الأرض.

و في مجال الحديد أيضا يقولون: إنّ الأحجار و الصخور السماوية العظيمة التي تحتوي على عناصر الحديد قد انجذبت إلى الأرض.

و لكن النّزول ربّما استعمل بمعنى النّزول المقامي، و قد استعملت هذه اللفظة في المحاورات اليومية بهذا الشكل كثيرا، فيقال مثلا: أصدر الحاكم أمره إلى أمرائه و معاونيه، أو يقال: رفعت شكواي إلى القاضي، لهذا لا داعي إلى الإصرار على تفسير هذه الآيات بالنّزول المكاني.

فحيث أنّ النعم الإلهية قد صدرت من المقام الرّبوبي الرفيع إلى البشر، لهذا عبّر عن هذا المفهوم بهذا اللفظ، و هو تعبير يدركه الإنسان بدون إشكال أو صعوبة.

و يشبه هذا الموضوع ما نلاحظه في ألفاظ الإشارة القريبة و البعيدة أيضا، فقد يكون شي‌ء ما ذا بال أو موضوع مهمّ في متناول أيدينا، و لكنّه- لما كان من حيث الشأن- يتمتّع بمقام مهمّ رفيع، فإنّنا نشير إليه باسم الإشارة البعيد، فنقول في محاوراتنا مثلا: تلك الشّخصية، و نحن نقصد رجلا حاضرا قريبا، و قد جاء في القرآن الكريم: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ‌. و المقصود من الكتاب المشار إليه بالإشارة البعيدة القرآن الحاضر، و لكن تعظيما له أستعيض في الإشارة إليه عن أداة الإشارة القريبة بأداة الإشارة البعيدة.

اللباس في الماضي و الحاضر:

لم يزل الإنسان فيما مضى- كما يشهد به التاريخ- يلبس الثياب، و لكن‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست