responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 7

و أنّه ما هو؟

فبعض فسّره ب «العمل الصالح» و بعض ب «الحياء» و بعض ب «لباس العبادة»، و بعض ب «لباس الحرب» مثل الدرع و الخوذة، و حتى الترس، لأنّ لفظة التقوى مشتقّة من مادة «الوقاية» بمعنى الحفظ و الحماية، و بهذا المعنى جاء في القرآن الكريم أيضا، كما نقرأ في سورة النحل الآية (81): وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ....

و لكن للآيات القرآنية- كما قلنا مرارا- معنى واسعا في الغالب، و لها مصاديق متعددة و مختلفة، و في الآية الحاضرة- أيضا- يمكن استفادة جميع هذه المعاني منها.

و حيث أنّ لباس التقوى في هذه الآية موضوع في مقابل اللباس الساتر للبدن، لهذا يبدو للنظر أنّ المراد منه هو «روح التقوى» التي تحفظ الإنسان، و تنطوي تحتها معاني «الحياء» و «العمل الصالح» و أمثالهما.

ثمّ إنّ اللّه تعالى يقول في ختام الآية: ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ‌ أي إنّ هذه الألبسة التي جعلها اللّه لكم، سواء الألبسة المادية أو المعنوية، اللباس الجسماني أو لباس التقوى، كلّها من آيات اللّه ليتذكر الناس نعم الربّ تعالى.

نزول اللباس!

نلاحظ في آيات متعددة من القرآن الكريم أنّ اللّه سبحانه يقول في صعيد توفير اللباس للبشر: «و أنزلنا» و هو بمعنى الإرسال من مكان عال إلى الأسفل، إذ يقول: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً في حين أنّ اللباس كما هو المعلوم أمّا أنّه يتّخذ من الصوف، أو يتّخذ من مواد نباتيّة و ما شاكل ذلك من أشياء الأرض.

كما أننا نقرأ في الآية (6) من سورة الزمر وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ‌ و في سورة الحديد الآية (35) وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ. فما ذا يعني هذا؟

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست