responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 569

نفسه و مجتمعه في الواقع، كما أنّه سيقع في ما كان يخاف من الوقوع فيه لأنّ الأمّة التي تتلكأ في اللحظات الحساسة من تأريخها المصيري، و في المآزق الحاسمة، فلا يضحي أبناؤها بمثل ذلك، فستواجه الهزيمة عاجلا أو آجلا، و سيتعرض كلّ ما تعلقت القلوب به فلم تجاهد من أجله الى خطر الضياع و التلف بيد الأعداء.

ملاحظات‌

1- ما قرأناه في الآيتين- محل البحث- ليس مفهومه قطع علائق المحبة بالأرحام، و إهمال رؤوس الأموال الاقتصادية، و الانسياق إلى تجاوز العواطف الإنسانية و إلغائها، بل المراد من ذلك أنّه ينبغي أن لا ننحرف عند مفترق الطرق إلى الأموال و الأزواج و الأولاد و الدور و المقام الدنيوي، بحيث لا نطبّق في تلك الحالة حكم اللّه، أو لا نرغب في الجهاد، و يحول عشقنا المادي دون تحقيق الهدف المقدس.

لهذا يلزم على الإنسان إذا لم يكن على مفترق الطرق أن يرعى الجانبين «العلاقة باللّه و العلاقة بالرحم».

فنحن نقرأ في الآية (15) من سورة لقمان، قوله تعالى في شأن الأبوين المشركين‌ وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى‌ أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً.

2- إنّ أحد تفاسير جملة فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ‌ ما أشرنا إليه آنفا، و هو التهديد من قبل اللّه لأولئك الذين يقدّمون منافعهم المادية و يفضلونها على رضا اللّه، و لما كان هذا التهديد مجملا كان أثره أشدّ وحشة و إشفاقا، و هذا التعبير يشبه قول من يكلم صاحبه الذي دونه و تحت أمره، فيقول له: إذا لم تفعل ما

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست