أمّا الآية التالية فتوضح ما أجملته الآية السابقة و تؤكّده بالقول: الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ
أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ.
و أمّا الآية الثّالثة- من الآيات محل البحث- فتقول: إنّ اللّه أنعم على
المؤمنين و المهاجرون و المجاهدين في سبيله ثلاث مواهب هي:
1- يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ
مِنْهُ.
2- وَ رِضْوانٍ.
23- وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ
مُقِيمٌ.
و تعقب الآية الأخيرة لمزيد التوكيد بالقول خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ
عَظِيمٌ.
ملاحظتان
1- تحريف التاريخ
كما قرأنا آنفا في شأن نزول الآيات محل البحث، و طبقا لرواية وردت في كثير من
كتب الآيات أهل السنة الشهيرة، أنّها نزلت في علي عليه السلام و بيان فضائله، على
أنّ مفهوم الآيات عام واسع «و قد قلنا مرارا بأن أسباب النّزول لا تحدّد مفاهيم
الآي».
إلّا أنّ بعض مفسّري أهل السنة لم يرغب في أن تثبت للإمام علي عليه السلام
فضائل بارزة مع اعتقادهم بأنّه رابع خلفاء المسلمين! و كأنّهم خافوا إن أذعنوا لما
يجدونه عند علي عليه السلام من الفضائل أن يقف الشيعة أمامهم متسائلين: لم قدّمتم
على علي غيره؟
فلذلك أغمضوا النظر عن كثير من مناقبه و فضائله، و سعوا جاهدين لأن