responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 540

و في نهاية الآية إشارة إلى جذر هذا الموضوع و أساسه و هو فسقهم، فتقول:

وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ‌.

و في الآية التالية بيان لبعض علائم فسقهم و عصيانهم، إذ أعربت الآية عن ذلك على النحو التالي‌ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ‌.

و قد جاء في بعض الرّوايات أن أبا سفيان أقام مأدبة و دعا إليها جماعة من الناس، ليثير حفيظتهم و عداوتهم بوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن هذا الطريق.

و يعتقد بعض المفسّرين أنّ الآية محل البحث تشير إلى هذه القصة، إلّا أن الظاهر أن الآية ذات مفهوم واسع يشمل هذه القصّة و ما شاكلها حيث أغمضوا أعينهم و صدوا عن سبيل اللّه و آياته من أجل منافعهم المادية التي لا تدوم طويلا.

ثمّ تعقب الآية بالقول: إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ فقد خسروا طريق السعادة و ضيعوها، و حرّموا الهداية، و هم في الوقت ذاته أو صدوا الطريق بوجه الآخرين، و أي عمل أسوأ من أن يحمل الإنسان وزره و وزر سواه! أمّا في آخر آية من الآيات- محل البحث- فهي تأكيد آخر على ما ورد في الآيات المتقدمة، إذ تقول الآية: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً.

و هذه الخصلة فيهم لم يبتل بها المؤمنون فحسب بل يعتدون على كل من تناله أيديهم‌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ‌.

و بالرغم من أنّ مضمون هذه الآية تأكيد لما سبق من الآيات المتقدمة، إلّا أنّ هناك فرقا بينهما، حيث كان الكلام في ما سبق على عدم رعاية المشركين حرمة لخصوص النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أصحابه المتقّين حوله‌ كَيْفَ وَ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً أمّا الآية محل البحث فالكلام فيها عن عدم رعايتهم حرمة لكل مؤمن‌ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً.

أي إن المشركين لا ينظرون إليكم (النّبي و الخواص من الصحابة) نظرة تمتاز عن سواكم بل هذه النظرة- نظرة العداء و البغضاء- ينظر بها المشركون إلى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست