responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 541

كلّ مؤمن، و لا يكترثون بكل شي‌ء و لا يرعون حرمة و لا عهدا، فهم في الحقيقة أعداء الإيمان و الحقّ، و هم مصداق ما ذكره القرآن في شأن أقوام سابقين أيضا حيث يقول: وَ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [1].

ملاحظتان‌

1- من هم المستثنون في هذه الآية؟

جرى الكلام بين المفسّرين في الطائفة المستثناة من الحكم: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌ فمن هؤلاء المستثنون في هذه الآية؟! إلّا أنّه بملاحظة الآيات السابقة، يظهر أن المراد من هذه الجملة هم أولئك الذين بقوا على عهدهم و وفائهم، أي القبائل التي هي من بني ضمرة و بني كنانة و بني خزيمة و أضرابهم.

و في الحقيقة فإنّ هذه الجملة بمنزلة التأكيد للآيات السابقة، فإنّ على المسلمين أن يكونوا حذرين واعين، و أن يعرفوا هؤلاء الأوفياء بالعهد و يميزوهم عن سواهم الناكثين للعهد.

و ما قوله تعالى: عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌ فلعل هذا التعبير يشير إلى ما كان من معاهدة بين المسلمين و المشركين في السنة السادسة للهجرة، عند صلح الحديبية على بعد خمسة عشر ميلا عن مكّة، فقد التحق جماعة آخرون من مشركي العرب كالقبائل المشار إليها آنفا بهذه المعاهدة حيث عاهدوا المسلمين عن ترك الخصام، إلّا أن مشركي قريش نقضوا عهدهم، ثمّ أسلموا في السنة الثامنة عند فتح مكّة، أمّا الجماعة التي التحقت حينئذ من المشركين بمن عاهد المسلمين، فلم يسلموا و لم ينقضوا عهدهم.


[1] سورة البروج، الآية 8.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 541
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست