responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 539

عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ‌؟! أي أنّهم لا ينبغي لهم أن يتوقعوا أو ينتظروا الوفاء بالعهد من قبل النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من جانب واحد، في وقت تصدر منهم المخالفات و عدم الوفاء بالعهد.

ثمّ استثنت الآية مباشرة أولئك الذين لم ينقضوا عهدهم، بل بقوا أوفياء له، فقالت: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ‌.

و في الآية التالية يثار هذا الموضوع بمزيد الصراحة و التأكيد، و يستفهم عنه استفهاما إنكاريا أيضا، إذ تقول الآية: كَيْفَ وَ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً.

و كلمة «الإلّ» معناها القرابة، و قال بعضهم: إنّها تعني هنا العهد و الميثاق.

فعلى المعنى الأوّل أي «القرابة» يكون المراد من ظاهر الآية أنّه بالرغم من أنّ قريشا تربطها برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بعض المسلمين علاقة قربى، إلّا أنّها لا ترقب هذه القرابة أو الرحم و لا ترعى حرمتها، فكيف إذن تتوقع من النّبي و المسلمين احترام علاقتهم بها.

و على المعنى الثّاني تكون كلمة «إلّ» مؤكّدة بكلمة (ذمّة) و تعني العهد و الميثاق أيضا، قال الراغب في المفردات: إن «الإل» كل حالة ظاهرة من عهد حلف و قرابة تئل (أي تلمع) فلا يمكن إنكاره‌ [1].

و تضيف الآية معقبة بأن هؤلاء يريدون أن يخدعوكم بألفاظهم المزوّقة فقالت: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَ تَأْبى‌ قُلُوبُهُمْ‌.

لأن قلوبهم مليئة بالحقد و القسوة و طلب الانتقام و عدم الاعتناء بالعهد و علاقة القربى، و إن أظهروا المحبّة بألسنتهم.


[1] المفردات، ص 20.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 539
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست