responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 510

المسلمين أكبر من أن نأتي على جميع جوانبه بهذا الاختصار (و لنا كلام بهذا الشأن لدى تفسير الآيات التي تتناول هذا الموضوع إن شاء اللّه ...).

2- المبالغة و الإغراق في تنزيه الصحابة

حاول بعض إخواننا أهل السنة أن يستنتج من ما أولاه القرآن للمهاجرين السابقين «الأوائل» من اهتمام و احترام، أنّهم لن يرتكبوا ذنبا إلى آخر عمرهم و حياتهم. و ذهبوا إلى إكرامهم و احترامهم جميعا دون استثناء، و دون الاعتراض على هذا و ذاك، و كيف ذلك؟! ثمّ عمموا هذا القول على جميع الصحابة- فضلا عن المهاجرين- و ذلك لثناء القرآن عليهم في بيعة الرضوان و غيرها، و ذهبوا عملا إلى أنّ الصحابة- دون النظر إلى اعمالهم- أفراد متميزون. فلا يحق لأيّ شخص توجيه النقد لهم و التحقيق في سلوكهم. يجوز بأيّ وجه أن يوجه النقد إليهم.

و من جملة هؤلاء المفسّر المعروف صاحب المنار، إذ حمل في ذيل الآيات محل البحث حملة شعواء على الشيعة، لأنّهم ينتقدون المهاجرين الأولين، و لم يلتفت إلى أن مثل هذا الإعتقاد لا يتضاد و روح الإسلام و تاريخه!! فلا ريب أنّ للصحابة- و على الخصوص المهاجرين منهم- حرمة خاصّة، إلّا أنّ هذه الحرمة كانت قائمة ما داموا في طريق الحق و يضحّون من أجل الحق، لكن من المقطوع به أن نظرة القرآن إلى بعضهم أو حكمه قد تغير منذ انحرف عن النهج القويم و الصراط المستقيم.

فمثلا، كيف يمكننا أن نبرئ طلحة و الزبير من نقضهما بيعة إمامهما الذي انتخبه المسلمون «بغض النظر عن تصريح النّبي بمقامه و شأنه» و كانا من ضمن المسلمين الذين بايعوه؟ و كيف يمكن تبرأتهما من دماء سبعة عشر ألف مسلم قتلوا في حرب الجمل، مع أنّه لا عذر لمن يسفك دم إنسان واحد أمام اللّه مهما

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست