responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 495

و بذلك تنتفي جميع البحوث التي أوردوها، كالقول بأنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد ارتكب ذنبا! و كيف ينسجم هذا العمل و عصمته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ فهذا الأمر غير صحيح.

كما يثبت بطلان الأحاديث المختلفة التي نقلتها بعض مصادر أهل السنة و كذبها في تفسير هذه الآية، و التي تزعم أن الآية [1] نزلت في شأن أخذ النّبي و بعض المسلمين الفدية مقابل أسرى الحرب بعد معركة بدر، و قبل أن يأذن اللّه بذلك. و أنّ الذي خالف هذا الأمر و طالب بقتل الأسرى هو عمر فحسب- أو سعد بن معاذ- و

أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال في حق عمر: لو نزل العذاب علينا لما نجا منه إلّا عمر- أو سعد بن معاذ-

فإنّ جميع ذلك عار من الصحة و لا أساس له، و إنّ تلك الرّوايات بعيدة كل البعد عن تفسير الآية، و خاصّة أن أمارات الوضع ظاهرة على هذه الأحاديث تماما.

2- إنّ الآيات محل البحث لا تخالف أخذ الفداء و إطلاق سراح الأسرى إذا اقتضت مصلحة المجتمع الإسلامي ذلك، بل تقول هذه الآيات: إنّه لا ينبغي على المجاهدين أن يكون همهم الأسر من أجل الفداء، فبناء على ذلك فهي تنسجم و تتفق و الآية (4) من سورة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من جميع الوجوه، إذ تقول تلك الآية فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً.

إلّا أنّه يجب الالتفات إلى مسألة مهمّة هنا، و هي: إذا كان بين الأسرى من يثير إطلاق سراحهم فتنة نشوب نار الحرب، و يعرض انتصار المسلمين للخطر، فيحق للمسلمين أن يقتلوا مثل هؤلاء الأشخاص، و دليل هذا الموضوع كامن في الآية محل البحث ذاتها، بقرينة «يثخن» و التعبير في الآية (4) من سورة


[1] تفسير المنار، ج 10، ص 90- تفسير روح المعاني، ج 10، ص 32- و تفسير الفخر الرازي، ج 15، ص 198.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست