و يؤمنون بنتائجه الإيجابية في هذا العالم، و الثواب الجزيل الذي ينتظرهم في
العالم الآخر، فهم يعلمون، لم يقاتلون؟ و من أجل من يجاهدون؟ و في سبيل أي هدف
مقدس يضحون؟ و على من سيكون حسابهم إذا ما ضحوا و استشهدوا في هذا المضمار؟
فهذا السير الواضح المشفوع بالمعرفة يمنحهم الثبات و الصبر و الاستقامة.
أمّا الذين لا يؤمنون باللّه و اليوم الآخر، كعبدة الأصنام، فلا يعرفون لأي
أمر يقاتلون؟ و لأجل من يجاهدون؟ و إذا قتلوا فمن يؤدّي دية دمهم؟ فهم لتقليدهم
الأعمى و لعاداتهم الجاهلية ساروا رواء هذه الأفكار، و هكذا تبعث ظلمات الطريق و
عدم معرفتهم الهدف و نتائج أعمالهم على انهيار أعصابهم و تفت في عضدهم و ثباتهم، و
تجعل منهم كائنات ضعيفة.
و بعد ذلك الحكم الثقيل بجهاد الأعداء و ان كانوا عشرة اضعاف يخفف اللّه عن
المؤمنين و يتنزل في الحكم الذي يرهقهم فيقول: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ
ضَعْفاً.