responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 478

و ممّا يسترعي النظر أنّ الجملة آنفة الذكر جاء فيها لفظ «شي‌ء» و هي ذات مفهوم واسع، أي لا يخفى على اللّه ما تبذلونه من جميع الأشياء، مالا كان أو نفسا أو فكرا أو منطقا أو قوة أو أي مال آخر ينفق في تقوية بنية المسلمين الدفاعية و العسكرية، فإنّ اللّه سيدخره و يعيده إليكم في حينه.

و قد احتمل بعض المفسّرين أن جملة «و أنتم لا تظلمون» معطوفة على جملة «ترهبون» أي أنّكم إذا ما أعددتم القوة اللازمة لمواجهة الأعداء فسيخافون أن يهجموا عليكم، و لن يقدروا على ظلمكم و إيذائكم، و بناء على ذلك فلن يصيبكم ظلم أبدا.

أهداف الجهاد في الإسلام و أركانه:

و اللطيفة الأخرى التي تستفاد من هذه الآية، و تكون جوابا على كثير من أسئلة الجهلاء و إشكالاتهم، هي بيان شكل الجهاد و هدفه و منهجه، فالآية تقول بوضوح: إنّ الهدف منه ليس قتل الناس أو الاعتداء على حقوق الآخرين، بل الهدف- كما ذكرنا- هو إرهابكم الأعداء لكيلا يعتدوا عليكم و ليخافوكم، فينبغي أن تكون جميع جهودكم و سعيكم منصبّا في سبيل قطع شر أعداء اللّه و الحق و العدل.

فهل يملك الجهلة في أذهانهم مثل هذا التصوّر عن الجهاد في القرآن الكريم، و ما صرّح به في هذه الآية- محل البحث- ليسوغ لهم أن يحملوا كل هذه الحملات المسعورة المتتالية على هذا القانون الإسلامي. فتارة يدّعون بأنّ الإسلام هو دين السيف، و تارة يقولون بأنّ الإسلام يفرض على الناس أفكاره بالحديد، و يقيسون النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسائر محتلي البلدان في التاريخ.

و في عقيدتنا أنّ جواب كل هؤلاء هو أن يعود إلى القرآن، و يفكروا في الهدف الأصيل لهذا الموضوع، لتتّضح لهم كل تلك الأمور.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست