responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 460

أنّ التكرار أو التأكيد على المسائل الحساسة من أصول البلاغة، و يلاحظ في أقوال البلغاء و الفصحاء، لكنّ في الآيات- آنفة الذكر- فرقا مهما يخرج تلك العبارة عن صورة التكرار. و هو أنّ الآية الأولى تشير إلى الجزاء الإلهي في مقابل إنكار آيات الحق و التكذيب بها، ثمّ تمثل حال هؤلاء بقوم فرعون و الأقوام السابقين.

إلّا أنّ الآية الثّانية تشير إلى تبدل النعم في الدنيا و ذهاب المواهب الرّبانية، مثل الانتصارات و الأمن و القدرات و ما يفتخر به. ثمّ مثّلت الآية بحال فرعون و الأقوام السابقين.

ففي الحقيقة أنّ جانبا من الكلام كان عن سلب النعم و ما ينتج عن ذلك من الجزاء، و يقع الكلام في جانب آخر منه على تبدل النعم و تحوّلها.

ملاحظتان‌

1- أسباب حياة الشعوب و موتها

يعرض التأريخ لنا شعوبا و أممّا كثيرة، فطائفة اجتازت سلّم الرقي بسرعة، و وصلت طائفة ثانية إلى أسفل مراحل الانحطاط، و طائفة ثالثة عاشت يوما في تشتت و ضياع و تناحر و تفرقة، ثمّ قويت في يوم آخر، و طائفة رابعة على العكس منها إذ سقطت من أعلى مراتب الفخر إلى قعر و ديان الذلة و الضياع.

و الكثير من الناس يمرّون مرور الكرام على حوادث التأريخ المختلفة دون أي تفكر فيها، و الكثير منهم بدلا من البحث في العلل أو الأسباب الواقعية لحياة الشعوب و موتها يرجعون ذلك إلى أسباب وهمية و خيالية.

و يرجعوها آخرون إلى حركة الأفلاك و دورانها إيجابا و سلبا.

و أخيرا فإنّ بعضهم لجأ إلى مسألة القضاء و القدر بمفهومها المحرّف، أو إلى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست