responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 417

و التوجه و الضراعة نحو اللّه، إذ يعدّ الاستغفار و التوبة ممّا يدفع به العذاب.

فإذا انعدم الاستغفار فإنّ المجتمعات البشرية ستفقد الأمن من عذاب اللّه لما اقترفته من الذنوب و المعاصي.

و هذا العذاب أو العقاب قد يأتي في صورة الحوادث الطبيعية المؤلمة، كالسيل مثلا، أو الحروب المدمّرة، أو في صور أخرى، و

قد جاء في دعاء كميل بن زياد عن الإمام على عليه السّلام قوله‌ «اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء».

فهذا التّعبير يدل على أنّه لو لا الاستغفار فإنّ كثيرا من الذنوب قد تكون سببا في البلاء و الكوارث.

و ينبغي التذكير بهذه اللطيفة، و هي أنّ الاستغفار لا يعني تكرار ألفاظ معينة، كأن يقول المرء «اللهم اغفر لي» بل المراد منه روح الاستغفار الذي هو حالة العودة نحو الحق و التهيؤ لتلافي ما مضى من العبد قبال ربّه.

و الآية التّالية: تقول: إنّ هؤلاء حقيقون بعذاب اللّه‌ وَ ما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌.

و هذا التعبير في الآية يشير إلى يوم كان المسلمون في مكّة، و لم يكن لهم الحق أن يقيموا صلاة الجماعة بتمام الحرية، و الاطمئنان عند المسجد الحرام، إذ كانوا يتعرضون للإيذاء و التعذيب.

أو أنّ هذا التعبير يشير إلى منع المشركين المسلمين و صدهم إياهم بعد أدائهم مناسك الحج و العمرة، فلم يأذنوا لهم بالتردد إلى المسجد الحرام.

و العجيب أنّ هؤلاء المشركين كانوا يتصورون أنّ لهم حق التصرف كيفما شاءوا في المسجد الحرام، و أنّهم أولياؤه. إلّا أنّ القرآن يضيف في هذه الآية قائلا:

وَ ما كانُوا أَوْلِياءَهُ‌ و بالرغم من زعمهم أنّهم أولياؤه ف إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‌.

مع أنّ هذا الحكم ورد في شأن المسجد الحرام، إلّا أنّه يشمل جميع المراكز

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست