responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 416

نزول البلاء بسبب هذه الذنوب، فيهلك قومك كما هلكت الأمم السابقة جماعات أو متفرقين.

ثمّ تعقيب الآية بالقول: وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‌.

و للمفسّرين احتمالات متعددة في تفسير الجملة آنفة الذكر، منها أنّ بعض المشركين ندموا على قولهم الذي ذكرته الآية فقالوا: غفرانك ربّنا، و كان ذلك سببا لأن لا ينزل عليهم العذاب حتى بعد خروج النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من مكّة.

و قال بعضهم: إنّ الآية تشير إلى من بقي من المؤمنين في مكّة، لأنّ بعضا ممن لم يستطع الهجرة بقي فيها بعد خروج النّبي، فوجودهم الذي هو شعاع من وجود النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منع من نزول العذاب.

كما يحتمل أن تكون هذه الجملة التي ذكرتها الآية تتضمّن مفهوم جملة شرطية، أي أنّهم لو ندموا على فعلهم توجهوا إلى اللّه و استغفروه فسيرتفع عنهم عقاب اللّه.

كما لا يبعد- في الوقت ذاته- الجمع بين هذه الاحتمالات كلّها في تفسير الآية، أي يمكن أن تكون الآية إشارة إلى جميع هذه الاحتمالات.

و على أية حال، فإنّ مفهوم الآية لا يختصّ بمعاصري النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بل هو قانون عام كليّ يشمل جميع الناس. لهذا فقد روي في مصادرنا عن الإمام علي، و

في مصادر أهل السنة عن تلميذ الإمام علي «ابن عباس» أنّه قال عليه السّلام: «كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه، و قد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به. و قرأ هذه الآية» [1].

و يتّضح من الآية- محل البحث، و الحديث آنف الذكر- أنّ وجود الأنبياء عليهم السّلام مدعاة لأمن الناس من عذاب اللّه و بلائه الشديد، ثمّ الاستغفار و التوبة


[1] نهج البلاغة، الكلمات القصار.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست