لقد وردت عدّة روايات في سبب نزول هاتين الآيتين، منها ما ورد عن الإمامين
الباقر و الصّادق عليهما السلام من أن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر
بمحاصرة يهود (بني قريضة) و استمرت هذه المحاصرة واحدا و عشرين يوما، حتى أجبروا
على المطالبة بالصلح، كما جرى ذلك مع اليهود من (بني النضير) و ذلك بأن يرحلوا عن
أرض المدينة إلى أرض الشام، لكن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رفض ذلك
العرض (لعلّه كان يشك في صدق نيّاتهم) و قال: يجب القبول بحكم (سعد بن معاذ)
لكنّهم طلبوا من النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يرسل إليهم (أبا لبابة) و
هو من أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في المدينة، و كانت له معهم
صداقة قديمة، و كانت عائلته و أبناؤه و أمواله عندهم.
فقبل النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك الطلب و أرسل (أبا لبابة) إليهم
فاستشاروه: هل من مصلحتهم القبول بتحكيم (سعد بن معاذ)؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه،
بمعنى أنّكم