responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 399

و أرجعته القهقرى بسبب نسيانه السنن و القوانين الإلهية.

فنظرة قصيرة إلى مجتمعنا الإسلامي في زماننا الحاضر و الانكسارات التي أصابته أمام أعدائه، و الفتن الكثيرة، كالاستعمار و الصهيونية، و الإلحاد و المادية، و الفساد الخلقي و تشتت العوائل و سقوط شبابه في وديان الفساد، و التخلف العلمي، كل ذلك يجسد مضمون الآية، و كيف أنّ تلك الفتن أصابت كل صغير و كبير، و كل عالم و جاهل، و سيستمر كل ذلك حتى اليوم الذي تتحرك فيه الروح الاجتماعية للمسلمين، و يهتم الجميع بصلاح المجتمع و لا يتخلفوا عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

و يأخذ القرآن الكريم مرّة أخرى بأيدي المسلمين ليعيدهم نحو تاريخهم، فكم كانوا في بداية الأمر ضعفاء و كيف صاروا لعلهم يدركون الدرس البليغ الذي علّمهم إيّاه في الآيات السابقة فيقول: وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ‌.

و هذه عبارة لطيفة تشير إلى الضعف و قلّة العدد التي كان عليها المسلمون في ذلك الزمن، و كأنّهم كانوا شيئا صغيرا معلقا في الهواء بحيث يمكن للأعداء أخذه متى أردوا، و هي إشارة لحال المسلمين في مكّة قبل الهجرة قبال المشركين الأقوياء. أو إشارة لحال المسلمين في المدينة بعد الهجرة في مقابل القوى الكبرى كالفرس و الروم: فَآواكُمْ وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‌.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست