responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 401

لو قبلتم فسوف تقتلون فلا ترضوا بهذا العرض، فهبط أمين الوحي جبرائيل عليه السلام إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخبره بذلك.

يقول أبو لبابة: فو اللّه ما زالت قدماي حتى عرفت إنّي خنت اللّه و رسوله، و عند ذاك نزلت هذه الآيات في أبي لبابة. و قد عاد أبو لبابة معلنا ندمه الشديد و أتى بحبل و ربط نفسه به إلى أحد أعمدة مسجد النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و قال: و اللّه لا أذوق طعاما و لا شرابا حتى يموت أو يقبل اللّه توبته. و استمر على هذه الحال دون أكل و شرب إلى سبعة أيّام، حتى فقد وعيه و سقط على الأرض مغشيا عليه، فقبل اللّه توبته، و قام المؤمنون بإبلاغة الخبر، لكنّه أقسم أن لا يفكّ نفسه من العمد حتى يأتيه النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يفك عنه الحبل، فجاءه النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فكّ حبله، و قال (أبو لبابة):

إنّ من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها بالذنب و أن انخلع من مالي،

فقال النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له: «يجزيك الثلث أن تصدّق به» [1].

و قد جاء هذا المضمون نفسه في كتب أهل السنة حول سبب النّزول، إلّا أنّ بعضهم استبعد النّزول في شأن (بني قريضة)، لأنّ سابقاتها من الآيات تتعلق بحادثة بدر، و لأنّ هذه القضية لم تقع إلّا بعد مدّة طويلة من واقعة بدر، لهذا قالوا:

إنّ المقصود في الرّوايات هو أنّ حادثة بني قريضة من مصاديق الآية، لا أنّها نزلت فيها، و إنّ هذه العبارة يوردها الكثيرون في أسباب النّزول. فعلى سبيل المثال فقد جاء في بعض الكتب نقلا عن بعض الصحابة أنّ الآية الفلانية قد نزلت في قتل عثمان، غير أنّ من المعلوم أنّ قتل عثمان حدث بعد سنين طويلة من وفاة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و يحتمل أيضا أن الآية قد نزلت في بني قريضة، و لكن بما أنّها كانت تتناسب و الآيات النازلة في قضية بدر، فقد أمر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بإلحاقها بتلك الآيات.


[1] نور الثقلين، ج 2، ص 143.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست