responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 37

تسوقون إليها ثرواتكم سفها. قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌.

فيجيبهم هؤلاء بعد أن يرون أنفسهم منقطعين عن كلّ شي‌ء، و يرون كيف تبددت جميع أوهامهم و تصوراتهم الخاطئة حول آلهتهم و ذهبت أدراج الرياح، قائلين: لا نرى منها أثرا و إنّها لا تملك أن تدافع عنّا، و أنّ جميع ما فعلناه من العبادة لها كان عبثا و باطلا قالُوا ضَلُّوا عَنَّا.

و هكذا يشهدون على أنفسهم بالكفر و الضلال‌ وَ شَهِدُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ‌.

إنّ ظاهر المسألة و إن كان يوحي بأنّ الملائكة تسأل و أنّهم يجيبون، و لكنّه في الحقيقة نوع من العقوبة النفسية لهم يلفتون بها نظرهم إلى الوضع المأساوي الذي يصيبهم من جراء أعمالهم، و يرونهم كيف ضلوا و تاهوا في المتاهات و الضلالات مدة طويلة من العمر، و ضيّعوا كل رؤوس أموالهم الثمينة دون جدوى دون أن يحصدوا منها حصيلة مسرّة مشرّفة في حين أغلق في وجههم طريق العودة، و هذا هو أوّل سوط جهنّمي من سياط العقوبة الإلهية التي تتعرض لها أرواحهم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست