تسوقون إليها
ثرواتكم سفها. قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
فيجيبهم
هؤلاء بعد أن يرون أنفسهم منقطعين عن كلّ شيء، و يرون كيف تبددت جميع أوهامهم و
تصوراتهم الخاطئة حول آلهتهم و ذهبت أدراج الرياح، قائلين: لا نرى منها أثرا و
إنّها لا تملك أن تدافع عنّا، و أنّ جميع ما فعلناه من العبادة لها كان عبثا و
باطلا قالُوا ضَلُّوا عَنَّا.
و هكذا
يشهدون على أنفسهم بالكفر و الضلال وَ شَهِدُوا عَلى
أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ.
إنّ ظاهر
المسألة و إن كان يوحي بأنّ الملائكة تسأل و أنّهم يجيبون، و لكنّه في الحقيقة نوع
من العقوبة النفسية لهم يلفتون بها نظرهم إلى الوضع المأساوي الذي يصيبهم من جراء أعمالهم،
و يرونهم كيف ضلوا و تاهوا في المتاهات و الضلالات مدة طويلة من العمر، و ضيّعوا
كل رؤوس أموالهم الثمينة دون جدوى دون أن يحصدوا منها حصيلة مسرّة مشرّفة في حين
أغلق في وجههم طريق العودة، و هذا هو أوّل سوط جهنّمي من سياط العقوبة الإلهية
التي تتعرض لها أرواحهم.