و جاء في بعض الرّوايات الأخرى أنّ المراد من قول تعالى: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ، هم الأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام» [2].
و واضح أنّ الرّوايات المذكورة أنفا كلّها تعالج حقيقة واحدة، و هي بيان
للمصاديق المختلفة لهذه الحقيقة، و هي أن الآية تشير إلى أمّة تدعو إلى الحق و
تعمل بالحق و تحكم به، و تسير في مسير الإسلام الصحيح. غاية ما في الأمر أنّ بعضهم
في قمة هذه الأمّة و رأسها و بعضهم في مراحل أخر ...
و ممّا يسترعي النظر أنّ هؤلاء الذين عبّرت عنهم الآية بقولها وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ على اختلاف لغاتهم و قوميّاتهم و مراحلهم العلمية و
أمثالها، هم أمّة واحدة لا غير، و لذلك فإنّ القرآن قال عنهم: أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و لم يعبر عنهم ب «أمم يهدون إلخ ...».
3- اسم اللّه الأعظم
جاء في بعض الرّوايات عن قصة بلعم بن باعورا الذي ورد ذكره- آنفا- أنّه كان
يعرف الاسم الأعظم، و لا بأس أن نشير إلى هذا الموضوع لمناسبة ورود الأسماء الحسنى
في الآيات محل البحث ...
فقد وردت روايات مختلفة في شأن الاسم الأعظم، و يستفاد منها أن من يعرف الاسم
الأعظم لا يكون مستجاب الدعاء فحسب، بل تكون له القدرة على أن يتصرف في عالم
الطبيعة و أن يقوم بأعمال مهمّة ...
و الاسم الأعظم، أيّ اسم هو من أسماء اللّه؟! بحث علماء الإسلام كثيرا في هذا
الشأن، و أغلب أبحاثهم تدور في أن