يعثروا على اسم من بين أسماء اللّه له هذه الخصوصيّة العجيبة و الأثر الكبير.
إلّا أن الأهم في البحث أن نعثر على اسم أو صفة من صفاته تعالى بتطبيقها على
وجودنا نحصل على تكامل روحي تترتب عليه تلك الآثار.
و بتعبير آخر: إنّ المسألة المهمّة هي التخلق بصفات اللّه و الاتصاف بها و
وجودها في الإنسان، و إلّا كيف يمكن أن يكون الشخص الرديء الوضيع مستجاب الدعوة
بمجرّد معرفته الاسم الأعظم؟! و إذا ما سمعنا أنّ بلعم بن باعوراء كان لديه هذا
الاسم الأعظم إلّا أنّه فقده، فمفهوم هذا الكلام أنّه كان قد بلغ- بسبب بناء
شخصيته و إيمانه و علمه و تقواه- إلى مثل هذه المرحلة من التكامل المعنوي، بحيث
كان مستجاب الدعوة عند اللّه، إلّا أنّه سقط أخيرا في الوحل، فقد تلك الروحية بسبب
اتباعه لهوى النفس و انقياده لفراعنة زمانه، و لعل المراد من نسيان الاسم الأعظم
هو هذه الحالة أو هذا المعنى.
كما أنّنا لو قرأنا- أيضا- أن الأنبياء و الأئمّة الكرام كانوا يعرفون الاسم
الأعظم، فمفهوم هذا الكلام هو أنّهم جسّدوا اسم اللّه الأعظم في وجودهم، و
استضاءوا بشعاعه، فأولاهم اللّه- بهذه الحال- مثل هذه المقام العظيم.