responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 297

و ميولهم الدنيوية (و الإخلاد إلى الأرض) و يضعون كل طاقاتهم الفكرية في سبيل الطاغوت الذي يعمل ما في وسعه لاستغلال مثل هذه الشخصيات لإغفال و إضلال عامّة الناس.

و لا يختص الأمر بزمن النّبي موسى عليه السلام أو غيره من الأنبياء، بل حتى بعد عصر النّبي الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى يومنا هذا نجد أمثال بلعم بن باعوراء و أبي عامر الراهب و أمية بن الصلت، يضعون علومهم و معارفهم و نفوذهم الاجتماعي من أجل الدرهم و الدينار، أو المقام، أو لأجل الحسد، تحت إختيار المنافقين و أعداء الحق و الفراعنة أمثال بني أمية و بني العباس و سائر الطواغيت.

و يمكن معرفة أولئك العلماء من خلال أوصاف أشارت إليها الآيات محل البحث، فإنّهم ممن نسي ربّه و اتبع هواه، و هم ذوو نزوات سخروها للرذيلة بدل التوجه نحو اللّه و خدمة خلقه، و بسبب هذا التسافل فقدوا كل شي‌ء و وقعوا تحت سلطة الشيطان و وساوسه، فسهل بيعهم و شراؤهم، و هم كالكلاب المسعورة التي لا ترتوي أبدا، و لهذه الأمور ترك هؤلاء سبيل الحقيقة و ضلوا عن الطريق حتى غدوا أئمّة الضلال.

و يجب على المؤمنين معرفة مثل هؤلاء الأشخاص و الحذر منهم و اجتنابهم.

و الآيتان التاليتان- كنتيجة عامّة و شاملة لقضية- (بلعم) و العلماء الدنيويين فتقول أولاهما ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ أَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ‌.

فما أفحش ظلم الإنسان لنفسه و هو يسخّر ملكاته المعنوية و علومه النافعة التي بإمكانها أن تعود عليه و على مجتمعه بالخير- و يضعها تحت إختيار المستكبرين و أصحاب القدرة الدنيوية و يبيعها بثمن بخس فيؤدي ذلك إلى سقوطه و سقوط المجتمع و الآية الاخيرة تحذّر الإنسان و تؤكّد له أن الخلاص من مثل هذا الانحراف و ما يكيده الشياطين لا يمكن إلّا بتوفيق و تسديد من اللّه‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست