responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 295

حرية الإرادة، فجملة (أخلد إلى الأرض) تعني اللصوق الدائم بالأرض، و هي كناية عن عالم المادة و بهارجها، و اللذائذ غير المشروعة للحياة المادية.

ثمّ تشبّه الآية هذا الفرد بالكلب الذي يخرج لسانه لاهثا دائما كالحيوانات العطاشى فتقول‌ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ‌.

فهو لفرط اتّباعه الهوى و تعلقه بعالم المادة انتابته حالة من التعطش الشديد غير المحدود وراء لذائذ الدنيا، و كل ذلك لم يكن لحاجة، بل لحالة مرضيّة، فهو كالكلب المسعور الذي يظهر بحالة عطش كاذب لا يمكن ارواؤها و هي حالة عبيد الذين لا يهمهم غير جمع المال و اكتناز الثروة فلا يحسون معه بشبع أبدا.

ثمّ تضيف الآية: إنّ هذا المثال الخاص لا يتعلق بفرد معين، بل: ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‌

العالم المنحرف «بلعم بن باعوراء»:

كما لاحظنا أنّ الآيات السالفة لم تذكر اسم أحد بعينه، بل تحدثت عن عالم كان يسير في طريق الحق ابتداء و بشكل لا يفكر معه أحد بأنّه سينحرف يوما، إلّا أنّه نتيجة لاتّباعه لهوى النفس و بهارج الدنيا انتهى إلى السقوط في جماعة الضالين و أتباع الشياطين.

غير أنّنا نستفيد من أغلب الرّوايات و أحاديث المفسّرين أن هذا الشخص يسمّى (بعلم بن باعوراء) الذي عاصر النّبي موسى عليه السلام و كان من مشاهير علماء بني إسرائيل، حتى أن موسى عليه السلام كان يعوّل عليه على أنّه داعية مقتدر، و بلغ أمره أن دعاءه كان مستجابا لدى الباري جل و علا، لكنّه مال نحو فرعون و إغراءاته فانحرف عن الصواب، و فقد مناصبه المعنوية تلك حتى صار بعدئذ في جبهة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست