responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 294

فيه أن مفهوم الآيات- كسائر الآيات النازلة في ظروف خاصّة- عام و شامل.

و الآية الأولى من هذه الآيات يخاطب بها النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيث يقول القرآن الكريم‌ وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ‌.

فهذه الآية واضحة أنّها تحكي قصّة رجل كان في البداية في صف المؤمنين، و حاملا للعلوم الإلهية و الآيات، إلّا أنّه انحراف عن هذا النهج، فوسوس له الشيطان، فكانت عاقبة أمره أن انجرّ إلى الضلال و الشقاء! ...

و التعبير ب «انسلخ» و هو من مادة «الانسلاخ» معناه في الأصل الخروج من الجلد ... يدلّ على أن الآيات و العلوم الإلهية كانت تحيط به إحاطة الجلد بالبدن، إلّا أنّه خرج منها على حين غرّة و استدار إلى الوراء و غيّر مسيره بسرعة! كما أنّ التعبير القرآني «فأتبعه الشيطان» يستفاد منه أنّ الشيطان كان أوّل الأمر آيسا منه تقريبا، لأنّه كان يسلك سبيل الحق تماما، و بعد أن انحرف لحقه الشيطان و تربص له و أخذ يوسوس له حتى انتهى أمره إلى أن يكون من الضالين المنحرفين الأشقياء [1].

و الآية التّالية تكمل هذا الموضوع على النحو التّالي‌ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها.

إلّا أن من المسلّم أنّ إكراه الناس و إجبارهم على أن يسلكوا سبيل الحق لا ينسجم و السنن الإلهية و حرية الإدارة، و لا يكون ذلك دليلا على عظمة الشخص، لهذا فإنّ الآية تضيف مباشرة. إنّنا تركناه و هواه، و بدلا من أن ينتفع من معارفه فإنّه هوى و انحطّ وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ‌.

و كلمة (أخلد) من (الإخلاد) و هي تعني السكن الدائم في مكان واحد مع‌


[1] تبع و اتبع بمعنى لحق أو أدرك.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست