responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 279

أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ‌ أي أنّهم أخذ عليهم الميثاق- بواسطة كتابهم السماوي التوراة- أن لا يفتروا على اللّه كذبا، و لا يحرفوا كلماته، و لا يقولوا إلّا الحق.

ثمّ يقول: لو كان هؤلاء الذين يرتكبون هذه المخالفات جاهلون بالآيات الإلهية، لكان من الممكن أن ينحتوا لأنفسهم أعذارا، و لكن المشكلة هي أنّهم رأوا التوراة مرارا و فهموا محتواها و مع ذلك ضيعوا أحكامها، و نبذوا أمرها وراء ظهورهم‌ وَ دَرَسُوا ما فِيهِ‌ و «الدرس» في اللغة يعني تكرار شي‌ء، و حيث أن الإنسان عند المطالعة، و تلقي العلم من الأستاذ و المعلم يكرّر المواضيع، لهذا أطلق عليه لفظ «الدرس» و إذا ما رأينا أنّهم يستعملون لفظة «درس و الاندراس» على انمحاء أثر الشي‌ء فإنّما هو لهذا السبب و بهذه العناية، و لأنّ الأمطار و الرياح و الحوادث الأخرى تتوالى على الأبنية القديمة و تبليها.

في ختام الآية يقول: إنّ هؤلاء يخطئون في تقديرهم للأمور، و إنّ هذه الأعمال لن تجديهم نفعا وَ الدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ‌.

ألا تفهمون هذه الحقائق الواضحة أَ فَلا تَعْقِلُونَ‌؟؟

و في مقابل الفريق المشار إليه سابقا يشير تعالى إلى فريق آخر لم يكتفوا بعدم اقتراف جريمة تحريف الآيات الإلهية و كتمانها فحسب، بل تمسكوا بحذافيرها و طبقوها في حياتهم حرفا بحرف، و القرآن يصف هذه الجماعة بأنّهم مصلحو العالم، و يعترف لهم بأجر جزيل و ثواب عظيم، و يقول عنهم: وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ‌.

و قد وقع كلام بين المفسّرين حول المراد من «الكتاب» و هل أنّه التوراة أو القرآن الكريم؟ بعض ذهب إلى الأوّل، و بعض إلى الثّاني. و الظاهر أنّه إشارة إلى فريق من بني إسرائيل الذين انفصلوا عن الضالين الظالمين، و عاكسوهم فى سلوكهم و موقفهم. و لا شك أن التمسك بالتوراة و الإنجيل و ما فيهما من بشائر

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست