responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 238

النظر من جهة أنّه آل إلى هلاك جماعة ذهبت إلى الميقات للاعتذار و التوبة، فهل من الممكن أن يهلك اللّه تعالى جماعة أتوا إلى الميقات للاعتذار إلى اللّه بالنيابة عن قومهم؟! و على كل حال، فقد قال القرآن الكريم في الآيتين الحاضرتين أوّلا:

وَ اخْتارَ مُوسى‌ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا.

و لكن بني إسرائيل حيث إنّهم سمعوا كلام اللّه طلبوا من موسى عليه السّلام أن يطلب من اللّه تعالى أن يريهم نفسه- لبني إسرائيل- جهرة، و في هذا الوقت بالذات أخذهم زلزال عظيم و هلك الجماعة، و وقع موسى عليه السّلام على الأرض مغشيا عليه، و عند ما أفاق قال: ربّاه لو شئت لأهلكتنا جميعا، يعني بماذا أجيب قومي لو هلك هؤلاء فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ‌.

ثمّ قال: ربّاه إنّ هذا المطلب التافة إنّما هو فعل جماعة من السفهاء، فلا تؤاخذنا بفعلهم: أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا؟

و لقد اعتبر بعض المفسّرين- وجود كلمة «الرجفة» في هذه الآية، و كلمة «الصاعقة» في الآية (55) من سورة البقرة المتعلقة بطلب رؤية اللّه جهرة- دليلا على التفاوت بين الميقاتين. و لكن- كما قلنا سابقا- إن الصاعقة في كثير من الأوقات ترافق الرجفة الشديدة، لأنّه على أثر التصادم بين الشحنات الكهربائية الموجبة في السحب و السالبة في الأرض تبرق شرارة عظيمة تهزّ الجبال و الأراضي بشدّة، و ربّما تحطمها و تبعثرها كما جاء في قصّة البلاء الذي نزل على قوم صالح العصاة، حيث يعبر فيه عنه بالصاعقة تارة (سورة فصلت الآية 17) و تارة بالرجفة (سورة الأعراف الآية 78).

و قد استدل بعض المفسّرين بعبارة بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا على أنّ العقوبة هنا كانت لأجل الفعل الذي صدر من بني إسرائيل (مثل عبادة العجل) لا لأجل الكلام الذي قالوه في مجال طلب رؤية اللّه جهرة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست