responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 237

هذا و قد وقع بين المفسّرين كلام في أنّه هل كان لموسى عليه السلام ميقات واحد مع ربّه، أو أكثر من ميقات واحد؟ و قد أقام كل واحد منهم شواهد لإثبات مقصوده من القرآن الكريم، و لكنّه كما قلنا سابقا- في ذيل الآية (142) من هذه السورة- أنّه يظهر من مجموع القرائن في القرآن الكريم و الرّوايات أن موسى عليه السلام كان له ميقات واحد، و ذلك برفقة جماعة من بني إسرائيل.

و في هذا الميقات بالذات أنزل اللّه الألواح على موسى و كلمه عليه السلام، و في نفس هذا الميقات اقترح بنو إسرائيل على موسى عليه السلام أن يطلب من اللّه أن يريهم نفسه جهرة. في هذا الوقت نفسه نزلت الصاعقة أو حدث الزلزال و غشي على موسى عليه السلام و سقط بنو إسرائيل على الأرض مغشيا عليهم، و قد ورد هذا الموضوع في حديث مرويّ عن علي بن إبراهيم في تفسيره.

إنّ كيفية وضع آيات هذه السورة و إن كان يحدث- في بادئ النظر- إشكالا، و هو: كيف أشار اللّه تعالى أولا إلى ميقات موسى عليه السلام ثمّ ذكر قصّة عبادة العجل، ثمّ عاد مرّة أخرى إلى مسألة الميقات؟

هل هذا النظم و هذا الطراز من الكلام يناسب الفصاحة و البلاغة التي يتسم بها القرآن الكريم؟

و لكن مع الالتفات إلى أنّ القرآن ليس كتاب تأريخ يسجل الحوادث حسب تسلسلها، بل هو كتاب هداية و تربية و بناء إنساني، و في مثل هذا الكتاب توجب أهمية الموضوع أن يترك متابعة حادثة مؤقتا، و يعمد إلى بحث ضروري آخر، ثمّ يعود مرّة أخرى لنفس الحادثة الأولى.

بناء على هذا لا توجد أية ضرورة إلى أن نعتبر الآية المذكورة هنا إشارة إلى بقية قصة عبادة العجل، و نقول: إنّ موسى عليه السلام ذهب مرّة أخرى بصحبة بني إسرائيل إلى جبل الطور بعد قضية عبادة العجل للاعتذار إلى اللّه و التوبة، كما قال بعض المفسّرين، لأنّ هذا الاحتمال بغض النظر عن جهات أخرى يبدو بعيدا في‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست