responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 234

و في الآية اللاحقة يكمّل القرآن الكريم هذا الموضوع و يقول في صورة قانون عام: وَ الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَ آمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‌ فالذين يتوبون من بعد السيئة و تتوفر كل شروط التوبة لديهم يغفر اللّه لهم و يعفو عنهم.

جواب على سؤالين:

1- هل الآيتان الحاضرتان جملة معترضة وقعت وسط قصّة بني إسرائيل كتذكير لرسول اللّه و المسلمين؟ أو أنّه خطاب اللّه لموسى عليه السلام بعد قصّة عبادة بني إسرائيل للعجل؟

ذهب بعض المفسّرين إلى الاحتمال الأوّل، و ارتضى بعض آخر الاحتمال الثّاني.

و الذين ارتضوا الاحتمال الأوّل استدلوا بجملة إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‌ لأنّ الجملة في صورة خطاب إلى الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و الذين ارتضوا الاحتمال الثّاني استدلوا بجملة سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ‌ الذي جاء في صورة الفعل المضارع.

و لكن ظاهر الآيات يفيد أنّ هذه الجملة قسم من خطاب اللّه إلى موسى عليه السلام في تعقيب قصّة العجل، و فعل المضارع (سينالهم) شاهد جيد على هذا الموضوع، و ليس هناك ما يمنع أن يكون «إنّ ربّك» خطاب موجه إلى موسى عليه السلام‌ [1].

2- لماذا جاء الإيمان في الآية الحاضرة بعد ذكر التوبة و الحال أنّه ما لم يكن هناك إيمان لا تتحقق توبة؟

إنّ الجواب على هذا السؤال يتّضح من أن قواعد الإيمان تتزلزل عند


[1] فيكون التقدير في الآية الحقيقة هكذا: «قال اللّه لموسى أن الذين ...».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست