responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 233

إن التعبير ب «اتّخذوا» إشارة إلى أنّ الوثن ليس له أية واقعية، و لكن انتخاب عبدة الأوثان هو الذي أعطاه تلك الشخصية و القيمة الوهمية، و لهذا أتى بكلمة «العجل» وراء هذه الجملة فورا، يعني أنّ ذلك العجل هو نفس ذلك العجل حتّى بعد انتخابه للعبادة.

أمّا أنّ هذا الغضب ما هو؟ و هذه الذّلة ما هي؟ فالقرآن لم يصرح بشي‌ء عنهما في هذه الآية، و إنّما اكتفى بإشارة مجملة، و لكن يمكن أن تكون إشارة إلى الشقاء و المصائب و المشكلات التي ابتلوا بها بعد هذه الحادثة و قبل دخولهم الأرض المقدسة.

أو أنّه إشارة إلى مهمّة قتل بعضهم بعضا العجيبة التي كلّفوا بها كجزاء و عقوبة لمثل ذلك الذنب العظيم.

و هنا قد يطرح هذا السؤال، و هو أنّ من المرتكزات الفكرية هو أنّ حقيقة التوبة تتحقق بالندامة، فكيف لم يشمل العفو الإلهي بني إسرائيل مع أنّهم ندموا على فعلهم؟

و الجواب هو أنّه ليس لدينا أي دليل على أنّ مجرّد الندامة لوحدها تنفع في جميع الأحوال و المواضع. صحيح أنّ الندامة هي أحد أركان التوبة، و لكنّها ليست كل شي‌ء.

إنّ معصية عبادة الأوثان السجود للعجل في ذلك النطاق الواسع و في تلك المدّة القصيرة، و بالنسبة إلى ذلك الشعب الذي شاهد بأم عينيه كل تلكم المعاجز و الآيات، لم تكن معصية يمكن التغاضي عنها بمثل هذه السهولة، و كفاية يقول مرتكبها: «أستغفر اللّه» و ينتهي كلّ شي‌ء.

بل لا بدّ أن يرى هذا الشعب غضب اللّه و يذوق طعم المذلة في هذه الحياة، و يساط الذين افتروا على اللّه الكذب بسوط البلاء حتى لا يفكروا مرّة أخرى في ارتكاب مثل هذا الذنب العظيم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست