ارتكاب المعصية، و يصيبها نوع من الوهن، إلى درجة أنّنا نقرأ في الأحاديث
الإسلامية:
«لا يشرب الخمر و هو مؤمن، و لا يزني
و هو مؤمن» أي أن الإيمان يتضاءل ضوؤه، و يفقد أثره.
و لكن عند ما تتحقق التوبة يعود الإيمان إلى ضوئه و أثره الأوّل، و كأنّ
الإيمان تجدّد مرّة أخرى.
ثمّ إنّ الآيات الحاضرة ركزت- فقط- على الذلة في الحياة الدنيا، و يستفاد من
ذلك أن توبة بني إسرائيل من هذه المعصية بعد الندامة من قضية الوثنية و تذوق
العقوبة في هذه الدنيا، قد قبلت بحيث أنّها أزالت عقوبتهم في الآخرة، و إن بقيت
أعباء الذنوب الأخرى التي لم يتوبوا منها في أعناقهم.
الآية الأخيرة من الآيات المبحوثة تقول: و لما سكن غضب موسى عليه السلام، و
حصل على النتيجة التي كان يتوخاها، أخذ الألواح من الأرض، تلك الألواح التي كانت
تحتوي- من أوّلها إلى آخرها- على الرحمة و الهداية، رحمة و هداية للذين يشعرون
بالمسؤولية، و الذين يخافون اللّه، و يخضعون لأوامره و تعاليمه وَ لَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ
الْأَلْواحَ وَ فِي نُسْخَتِها هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ
يَرْهَبُونَ.