responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 223

هنا ليس كلّهم، بل أكثرية عظيمة منهم سلكوا هذا السبيل، و ذلك بشهادة الآيات القادمة التي تعكس عجز هارون عن مواجهتها و صرفها عن ذلك.

كيف كان للعجل الذهبي خوار؟

و «الخوار» هو الصوت الخاص الذي يصدر من البقر أو العجل، و قد ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ السامري بسبب ما كان عنده من معلومات وضع أنابيب خاصّة في باطن صدر العجل الذهبي، كان يخرج منها هواء مضغوط فيصدر صوت من فم ذلك العجل الذهبيّ شبيه بصوت البقر.

و يقول آخرون: كان العجل قد وضع في مسير الريح بحيث كان يسمع منه صوت على أثر مرور الريح على فمه الذي كان مصنوعا بهيئة هندسية خاصّة.

أمّا ما ذهب إليه جماعة من المفسّرين من أن السامريّ أخذ شيئا من تراب من موضع قدم جبرئيل و صبّه في العجل فصار كائنا حيا، و أخذ يخور خوارا طبيعيا فلا شاهد عليه في آيات القرآن الكريم، كما سيأتي بإذن اللّه في تفسير آيات سورة طه.

و كلمة «جسدا» شاهد على أن ذلك العجل لم يكن حيوانا حيا، لأنّ القرآن يستعمل هذه اللفظة في جميع الموارد في القرآن الكريم بمعنى الجسم المجرّد من الحياة و الروح‌ [1] و بغض النظر عن جميع هذه الأمور يبعد أن يكون اللّه سبحانه قد أعطى الرجل المنافق (مثل السامريّ) مثل تلك القدرة التي يستطيع بها أن يأتي بشي‌ء يشبه معجزة النّبي موسى عليه السلام، و يحيي جسما ميتا، و يأتي بعمل يوجب ضلال الناس حتما و لا يعرفون وجه بطلانه و فساده.


[1] راجع الآيات (8) من سورة الأنبياء، و (34) من سورة ص.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست