responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 222

على أنّ هذه الحادثة مثل بقية الظواهر الاجتماعية لم تكن لتحدث من دون مقدمة و أرضيّة، فبنوا إسرائيل من جهة قضوا سنين مديدة في مصر و شاهدوا كيف يعبد المصريون الأبقار أو العجول. و من جانب آخر عند ما عبروا النيل شاهدوا في الضفة الأخرى مشهدا من الوثنية، حيث وجدوا قوما يعبدون البقر، و كما مرّ عليك في الآيات السابقة طلبوا من موسى عليه السلام صنما كتلك الأصنام، و لكن موسى عليه السلام وبّخهم و ردّهم، و لا مهم بشدّة.

و ثالث، تمديد مدّة ميقات موسى عليه السلام من ثلاثين إلى أربعين، الذي تسبب في أن تشيع في بني إسرائيل شائعة وفاة موسى عليه السلام بواسطة بعض المنافقين، كما جاء في بعض التفاسير.

و الأمر الرابع، جهل كثير من بني إسرائيل بمهارة السامريّ في تنفيذ خطته المشئومة، كل هذه الأمور ساعدت على أن تقبل أكثرية بني إسرائيل في مدّة قصيرة على الوثنية، و يلتفوا حول العجل الذي أوجده لهم السامريّ للعبادة.

و في الآية الحاضرة يقول القرآن الكريم أوّلا: إنّ قوم موسى عليه السلام بعد ذهابه إلى ميقات ربّه صنعوا من حليّهم عجلا، و كان مجرّد تمثال لا روح فيه، و لكنّه كان له صوت كصوت البقر، و اختاروه معبودا لهم: وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‌ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ و مع أنّ هذا العمل (أي صنع العجل من الحليّ) صدر من السامريّ (كما تشهد بذلك آيات سورة طه) إلّا أنّه مع ذلك نسب هذا العمل إلى بني إسرائيل لأنّ كثيرا منهم ساعد السامريّ في هذا العمل و عاضده، و بذلك كانوا شركاء في جريمته، في حين رضي بفعله جماعة أكبر منهم.

و ظاهر هذه الآية و إن كان يفيد- في بدء النظر- أنّ جميع قوم موسى شاركوا في هذا العمل، إلّا أنّه بالتوجه إلى الآية (159) من هذه السورة، التي تقول: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‌ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‌ يستفاد أنّ المراد من الآية المبحوثة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست