responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 192

يقول في البداية: تذكّروا يوم أنجيناكم من مخالب آل فرعون الذين كانوا يعذبونكم دائما وَ إِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ‌.

و «يسومون» مشتقّة من مادة «سوم» و تعني في الأصل- كما قال «الراغب» في «المفردات»- الذهاب في طلب شي‌ء، كما يستفاد من القاموس تضمنه لمعنى الاستمرار و المضّي أيضا، و على هذا يكون معنى‌ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ‌ أنّهم كانوا يعذبونكم بتعذيبات قاسية باستمرار.

ثمّ تمشيا مع أسلوب القرآن في بيان الأمور بتفصيل بعد إحمال شرح هذا العذاب المستمر، و هو: قتل الأبناء، و استبقاء النساء للخدمة و الاسترقاق‌ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ، وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ‌.

و قد كان في هذا اختبار عظيم من اللّه لكم‌ وَ فِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ‌.

و سياق الآية يكشف عن أن هذه العبارة قالها موسى عليه السلام عن اللّه لنبي إسرائيل عند ما رغبوا بعد عبورهم بحر النيل في الوثنية و عبادة الأصنام.

صحيح أنّ بعض المفسّرين احتمل أن يكون المخاطبون في هذه الآية هم يهود عصر الرّسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لأنّ التّفسير الأوّل يحتاج إلى تقدير شي‌ء بأن يقال: إن الآية كانت في الأصل هكذا: قال موسى: قال ربّكم ... و هذا خلاف الظاهر.

و لكن مع الالتفات إلى أنّه لو كان المخاطبون في هذه الآية هم يهود عصر النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لانقطع ارتباط الآية بما يسبقها و ما يلحقها بصورة كاملة، و كانت هذه الآية كالجملة المعترضة، يبدو للنظر أن التّفسير الأوّل أصح.

هذا و لا بدّ- ضمنا- من الالتفات إلى أن نظير هذه الآية مرّ في سورة البقرة الآية (49) مع فارق جدا بسيط، و لمزيد التوضيح راجع تفسير الآية (49) من سورة البقرة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست