responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 191

عليه قائلا:

«إنّما اختلفنا عنه لا فيه، و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيّكم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فقال إنّكم قوم تجهلون».

أي أنّنا اختلفنا في الأحاديث و الأوامر التي وصلت إلينا عن نبيّنا، لا أنّنا اختلفنا حول النّبي و نبوته، (فكيف بألوهية اللّه) و لكنّكم ما إن خرجتم من مياه البحر إلّا و اقترحتم على نبيّكم أن اجعل لنا آلهة كما للوثنيين آلهة، و قال موسى:

إنّكم قوم تجهلون.

و في الآية اللاحقة نقرأ أنّ موسى عليه السلام- لتكميل حديثه لبني إسرائيل- قال: إنّ هذه الجماعة الوثنية التي ترونها سينتهي أمرها إلى الهلاك، و إن عملهم هذا باطل لا أساس له‌ إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‌.

فعمل هذه الجماعة باطل، و جهودهم غير منتجة، كما أن مصير مثل هؤلاء القوم و كل قوم وثنيين و مشركين هو الهلاك و الدمار. (لأنّ «متبّر» مشتقّة من التبار أي الهلاك).

ثمّ تضيف الآية التوكيد: إنّ موسى عليه السلام‌ قالَ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَ هُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‌.

يعني إذا كان الدافع إلى عبادة اللّه هو حسّ الشكر، فجميع النعم التي ترفلون فيها هي من اللّه، و إذا كان الدافع للعبادة و العبودية كون هذه العبادة منشأ لأثر ما، فإنّ ذلك أيضا يرتبط باللّه سبحانه، و على هذا الأساس مهما يكن الدافع، فليس سوى اللّه القادر المنّان يصلح للعبادة و مستحقا لها.

و في الآية اللاحقة يذكر القرآن الكريم إحدى النعم الإلهية الكبرى التي وهبها اللّه سبحانه لبني إسرائيل، ليبعث بالالتفات إلى هذه النعمة الكبرى حسّ الشكر فيهم، و ليعلموا أن اللائق بالخضوع و العبادة هو الذات الإلهية المقدسة فحسب، و ليس هناك أي دليل يسوّغ لهم الخضوع أمام أصنام لا تضر و لا تنفع شيئا أبدا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست