responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 160

أشخاص المنتشرين في شتى مناطق مصر على أمر بهذا القدر من الاهمية غير ممكن عملا.

ثمّ إنّ فرعون هدّدهم بتهديد غامض و لكنّه شديد و محكم، إذ قال: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ‌!! و في الآية اللاحقة بيّن تفاصيل ذلك التهديد الذي هدّد به السحرة فاقسم بأن يقطع أيديهم و أرجلهم و يصلبهم، إذ قال: لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ‌.

و في الحقيقة كان مراده أن يقتلهم بالتعذيب و التنكيل، و يجعل من هذا المشهد الرهيب درسا للآخرين، لأن قطع الأيدي و الأرجل، ثمّ الصلب على الشجر أمام الناس، و منظر تدفق الدم من أجسامهم و ما يرافق هذا من حالات النزع فوق المشانق إلى أن يموتوا، سيكون عبرة لمن يعتبر (و لا بدّ من ملاحظة أن الصلب في ذلك الزمان لم يكن يتمّ على النحو الذي يتمّ به الآن، و هو تعليق المشنوق بوضع الحبل في عنقه، بل كان الحبل يوضع تحت كتفيه حتى لا يموت بسرعة).

و لعل قطع اليد و الرجل من خلاف، كان لأجل أن هذا العمل يتسبب في أن يموتوا بصورة أبطأ، و يتحملوا قدرا أكثر من الألم و العذاب.

و الجدير بالتأمل أن البرامج التي انتهجها فرعون لمكافحة السحرة الذين آمنوا بموسى، كانت برامج عامّة في مكافحة الجبارين و تعاملهم الوحشي الرخيص مع أنصار الحق و المنادين به، فهم من جانب يستخدمون حربة التهمة حتى يزعزعوا مكانة أنصار الحق في نفوس الجماهير، و من جانب آخر يتوسلون بسلاح القوة و القهر و التهديد لتحطيم إرادتهم، و لكن- كما نقرأ في ذيل قصّة موسى- لم يستطع هذان السلاحان أن يفعلا شيئا في نفوس أنصار الحق، و لن يفعلا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست