responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 136

الآية 173) و هو المعروف ب «عالم الذّر» الذي سنشرحه بإذن اللّه في ذيل تلك الآيات.

كما أنّه يمكن أن يكون إشارة إلى العهد الذي كان الأنبياء الإلهيون يأخذونه من الناس، و كان أكثر الناس يقبلونه، و لكنّهم ينقضونه.

أو يكون إشارة إلى جميع المواثيق «الفطرية» و «التشريعية».

و على كل حال فإنّ روح نقض الميثاق كان من أسباب معارضة الأنبياء و الإصرار على سلوك طريق الكفر و النفاق، و الابتلاء بعواقبها المشؤومة.

ثمّ يشير القرآن الكريم إلى عامل آخر إذ يقول: وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ‌.

يعني أن روح التمرد و التجاوز على القانون، و الخروج عن نظام الخلقة و القوانين الإلهية، كان عاملا آخر من عوامل استمرارهم على الكفر، و إصرارهم على مخالفة الدعوة الإلهية.

و يجب الانتباه إلى أن الضمير في «أكثرهم» يرجع إلى جميع الأقوام و الجماعات السالفة.

و ما ورد في الآية من أن أكثرهم ينقضون العهد إنّما هو من باب رعاية حال الأقليات التي آمنت بالأنبياء السابقين، و بقيت و فيّه لهم، و هذه الجماعات المؤمنة و إن كانت قليلة و ضئيلة العدد جدّا بحيث أنّها ما كانت تتجاوز أحيانا أسرة واحدة. و لكن روح الواقعية و تحري الحق المتجلّية في كل آيات القرآن أوجبت أن لا يتجاهل القرآن الكريم حق هذه الجماعات القليلة أو الأفراد المعدودين، بل يراعيها فلا يصف جميع الأفراد في المجتمعات السالفة بالانحراف و الضلال و نقض العهد و الفسق.

و هذا موضوع جميل جدّا، و جدير بالاهتمام، و هو ما نشاهده و نلحظه في آيات القرآن كثيرا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست