responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 116

ذلك في صفوف الوثنيين، و الحال ليس كذلك، بل حيث أنّ شعيبا لم يكن مكلّفا بالتبليغ، لذلك كان يسكت على أعمالهم، و كانوا يظنون أنّه كان على دين الوثنية في حين أنّ أحدا من النّبيين لم يكن وثنيا حتى قبل زمان النّبوة، و إنّ عقول الأنبياء و درايتهم كانت أسمى من أن يرتكبوا مثل هذا العمل غير المعقول و السخيف، هذا مضافا إلى أنّ هذا الخطاب لم يكن موجها إلى شعيب وحده، بل يشمل المؤمنين من أتباعه- أيضا- و يمكن أن يكون هذا الخطاب لهم.

على أن تهديد المعارضين لم يقتصر على هذا، بل كانت هناك تهديدات أخرى سنبحثها في سائر الآيات المرتبطة بشعيب.

و قد أجابهم شعيب في مقابل كل تهديداتهم و خشونتهم تلك بكلمات في غاية البساطة و الرفق و الموضوعية، إذ قال لهم: و هل في إمكانكم أن تعيدوننا إلى دينكم إذا لم نكن راغبين في ذلك: قالَ أَ وَ لَوْ كُنَّا كارِهِينَ‌ [1]؟

و في الحقيقة يريد شعيب أن يقول لهم: هل من العدل أن تفرضوا عقيدتكم علينا، و تكرهوننا على أن نعتنق دينا ظهر لنا بطلانه و فساده؟ هذا مضافا إلى أنّه ما جدوى عقيدة مفروضة، و دين جبريّ؟! و في الآية اللاحقة يواصل شعيب قوله: قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها.

إن هذه الجملة في الحقيقة توضيح للجملة السابقة المجملة، و مفهوم هذه الجملة هو: نحن لم نترك الوثنية بدافع الهوى و الهوس، بل أدركنا بطلان هذه العقيدة بجلاء، و سمعنا الأمر الإلهي في التوحيد بأذن القلب، فإذا عدنا من عقيدة التوحيد إلى الشرك- و الحال هذه- نكون حينئذ قد افترينا على اللّه عن وعي و شعور، و من المسلّم أنّ اللّه سيعاقبنا على ذلك بشدة.


[1] إنّ في هذه الجملة حذفا و تقديرا، فالكلام في الأصل على هذه الصورة: «أ تردوننا في ملتكم و لو كنّا كارهين».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست