responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 101

مُفْسِدِينَ‌ [1].

ثمّ إنّنا نلاحظ أيضا أنّ جماعة الأغنياء و المترفين ذوي الظاهر الحسن، و الباطن القبيح الخبيث، الذين عبر عنهم بالملإ أخذوا بزمام المعارضة لهذا النّبي الإلهيّ العظيم، و حيث أنّ عددا كبيرا من أصحاب القلوب الطيبة و الأفكار السليمة كانت ترزح في أسر الأغنياء و المترفين، قد قبلت دعوة النّبي صالح و اتبعته، لهذا بدأ الملأ بمخالفتهم لهؤلاء المؤمنين.

فقال الفريق المستكبر من قوم صالح للمستضعفين الذين آمنوا بصالح: هل تعلمون يقينا أنّ صالحا مرسل من قبل اللّه‌ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ‌.

على أنّ الهدف من هذا السؤال لم يكن هو تحري الحق، بل كانوا يريدون بإلقاء هذه الشبهات زعزعة الإيمان في نفوس من آمن، و إضعاف معنوياتهم، و ظنا منهم بأن هذه الجماهير ستطيعهم و تكف عن متابعة صالح و حمايته، كما كانت مطيعة لهم يوم كانت تحت سيطرتهم و نفوذهم.

و لكن سرعان ما واجهوا ردّ تلك الجموع المؤمنة القاطع، الكاشف عن إرادتها القوية و عزمها على مواصلة طريقها، حيث قالوا: إنّنا لسنا نعتقد بأنّ صالحا رسول من قبل اللّه فحسب، بل نحن مؤمنون أيضا بما جاء به‌ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ‌.

و لكن هؤلاء المغرورين المتكبرين لم يكفوا عن عملهم، بل عادوا مرّة أخرى إلى إضعاف معنوية المؤمنين‌ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ‌. و كانت هذه محاولة منهم لجرّ هؤلاء المستضعفين الى صفوفهم مرّة


[1] «تعثوا» مشتقة من مادة «عثى» معنى إيجاد الفساد، غاية ما هنالك أنّ هذه المادة تستعمل في الأغلب في المفاسد الأخلاقية و المعنوية، في حين تطلق مادة «عبث» على المفاسد الحسية، و بناء على هذا يكون كلمة «المفسدين» بعد جملة «لا تعثوا» لغرض التأكيد، لأنّ كليهما يعطيان معنى واحدا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست