responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 102

أخرى.

كانوا المقدّمين في المجتمع و الأسوة للآخرين على الدوام بما كانوا يتمتّعون به من قوة و ثراء، لهذا كانوا يظنون أنّهم بإظهار الكفر سيكونون أسوة للآخرين أيضا، و أن الناس سوف يتبعونهم كما كانوا يفعلون ذلك من قبل، و لكنّهم سرعان ما وقفوا على خطأهم، و علموا أنّ الناس قد اكتسبوا بالإيمان باللّه على شخصيّة حضارية جديدة و استقلال فكري، و قوة إرادة.

و الجدير بالانتباه أنّ الأغنياء و الملأ وصفوا في الآيات الحاضرة بالمستكبرين، و وصفت الجماهير الكادحة المؤمنة بالمستضعفين، و هذا يفيد الفريق الأوّل قد وصلوا بشعورهم بالتفوق، و غصب حقوق الناس و استغلالهم إلى مرتبة ما يسمى في لغة العصر ب «الطبقة المستغلّة»، و الفريق الآخر بالطبقة المستغلّة.

عند ما يئس الملأ و الأغنياء المستكبرون من زعزعة الإيمان في نفوس الجماهير المؤمنة بصالح عليه السلام، و من جانب آخر رأوا أنّ وساوسهم و شائعاتهم لا تجدي نفعا مع وجود «الناقة» التي كانت تعدّ معجزة صالح عليه السلام، لهذا قرّروا قتل الناقة، مخالفين بذلك أمر ربّهم‌ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ‌ [1].

و لم يكتفوا بهذا أيضا، بل أتوا إلى صالح نفسه و بصراحة قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ‌.

يعني أنّنا لا نخاف تهديداتك مطلقا، و أن هذه التهديدات جميعها لا أساس لها ... و الحقيقة أنّ هذا الكلام نوع من الحرب النفسية ضد صالح عليه السلام، بهدف إضعاف روحيته و روحية المؤمنين به.

و عند ما وصل المعارضون بطغيانهم و تمرّدهم إلى آخر درجة، و أطفأوا في‌


[1] المراد من العقر هو قطع عصب خاص خلف رجل الناقة أو الفرس هو سبب حركتها، فإذا قطع سقط الحيوان، و فقد القدرة على الحركة، و التنقل.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست